ترجمة: سلمى أنور
بعد متابعة عدد من من التغطيات التلفزيونية التي قدمتها قنوات تابعة للتلفزيون الرسمي المصري وأخرى فضائية عربية تناولت حادثة الإسكندرية, وقفتُ على الملاحظات التالية:
- إنّ السواد الأعظم من المسلمين الذين استضيفوا وطلب منهم التعليق على الحادث أبدوا تعاطفا مع المسيحيين.
- في كل البرامج التي شاهدتها كان الجميع ضيوفا ومذيعين -باستثناء المذيع تامر أمين بسيوني في برنامج "البيت بيتك"- يقدمون التبريرات وحتى يدافعون عن ردة فعل المسيحيين المبالغ فيها على الحادث, والتي جاءت في صورة تظاهرات شهدتها مدينة الإسكندرية. وقد وصف كثيرون ممن علّقوا على الحادث الأمر بأنه جاء بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير,بمعنى أن ردة فعل المسيحيين على الواقعة لم تكن موجهة إزاء هذه الواقعة بعينها بقدر ما كانت تعبيرا عن مشاعر تراكمت في دخيلة قبط مصر, يقع في القلب منها إحساس عام بأنهم هدف سهل للجماعات الإرهابية من ناحية وبأنهم لا يحظون بذات حقوق المواطنة التي يتمتع بها المسلمون.
- كانت هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها هذا الحشد من رجال الإعلام والسياسيين وأساتذة الجامعات المسلمين يتحدّثون علناً عن عدم حصول أقباط مصر على حقوق المواطنة بصورة متكافئة مع مسلمي مصر. كما اجتمع هذا الحشد من الشخصيات البارزة على أن محتوى مناهج التعليم المصرية فضلا عن الكثير من برامج التلفزيون وفتاوى بعض الشيوخ الذين يشيعون الكراهية الموجهة ضد المسيحيين, كل هذه كانت عوامل زادت من إحساس الأقباط بالظلم.
- أجرت برامج تليفزيونية مختلفة مقابلات في الطريق العام مع بعض المسلمين، حيث أنحى غالبيتهم باللائمة على الحكومة بشأن تنامي المشاعر السلبية لدى المسيحيين في مصر
- قالت إمرأة محجبة أن الأحداث الأخيرة في الإسكندرية كانت النتيجة المتوقعة للفصل بين الأطفال في المدارس علي أساس ديني. وقالت شابة محجبة أخرى أنه ليس من العدالة أن تعامل الحكومة المسيحيين بشكل يختلف عن معاملتها للمسلمين، حيث أن المسيحيين كانوا سكان مصر الأصليين قبل وصول المسلمين بكثير. أشار العديد من الأشخاص في أعقاب هذه الأحداث إلى الاحتياج الحتمي لتغيير المناهج المدرسية ومعاقبة الشيوخ الذين يحضون على كراهية المسيحيين, بل إن الأمر قد وصل بكثير ممن كانت لهم مداخلات بهذه البرامج بأن طالب بتقليص السلطة الممنوحة لرجال الدين في المجتمع وقصره على نظر الأمور محض الدينية.
- طالب الأنبا مرقس مطران كنيسة شبرا الخيمة في برنامج "البيت بيتك" بحق من يتحولون عن الإسلام ليعتنقوا المسيحية في أن يعاملوا معاملة نظرائهم ممن يتحولون في الاتجاه العكسي, أي من المسيحية إلى الإسلام.
- جرت عبارة "كل المصريين أقباط " بصورة متكررة على ألسنة بعض المسلمين في أعقاب الأحداث.