شاركت أمس جموع غفيرة قدرت بالملايين, في جمعة الإرادة الشعبية وتوحيد الصف, حيث زحفت الحشود الكبيرة إلي ميدان التحرير منذ ساعات الفجر الأولي, وإلي كل الميادين الكبري بالمحافظات.
وكان التطور البارز هو حدوث انقسام حاد بين القوي المدنية والشبابية, وبين التيارات الدينية علي خلفية الشعارات الإسلامية التي رفعها السلفيون والإخوان, واعتبرتها القوي مخالفة لما تم الاتفاق عليه, وقررت33 حركة وتيارا وائتلافا سياسيا الانسحاب من المليونية, مع تأكيدها استمرار الاعتصام السلمي بالميدان, أبرزها ائتلاف شباب الثورة, والجبهة القومية للعدالة, وحركة6 أبريل, وحزب الجبهة الديمقراطي, وحركة كفاية, وحزب المصريين الأحرار, والجمعية الوطنية للتغيير.
وأصيب26 مواطنا بسبب ارتفاع درجة الحرارة, وشدة الزحام, باختناقات وإغماءات, وانخفاض في معدلات السكر بالدم, والدورة الدموية.
وأصدرت القوي السياسية المنسحبة بيانا احتجاجا علي ما وصفته بانتهاك عدد من القوي الإسلامية الصارخ جميع الاتفاقات مع القوي السياسية المدنية, والمجموعات الثورية, والائتلافات الشبابية, بالبعد عن النقاط الخلافية الجوهرية, وتأكيد النقاط التوافقية, ووحدة الصف الثوري.
وأرجع البيان قرار الانسحاب إلي حرص هذه الكيانات المعتصمة بالميدان, علي مبدأ السلمية الذي لا حياد عنه, وحفاظا علي أن يظل ميدان التحرير رمزا مبهرا لعيون الثوار.
وردت جماعة الأخوان علي لسان الدكتور أحمد أبو بركة, أن الجماعة لم ترفع شعارات خاصة علي المنصات الرئيسية, وما حدث تم خارج المنصات, وهو ما لايمكن التحكم فيه وسط الحشود, وكانت الهتافات الإسلامية قد غلبت علي الميدان مثل: لا إله إلا الله, وإسلامية.. إسلامية.. مصر هاتفضل إسلامية, ومهما تلف ومهما تدور القرآن هو الدستور. وأكد المهندس ممدوح حمزة الناشط السياسي, أن الشعارات التي رفعها الإسلاميون ليست هي التي تم الاتفاق عليها, وهذا أمر نرفضه.
وفي الإسكندرية كانت الصورة علي حالها خرجت الحشود من الأخوان إلي ميدان مسجد القائد إبراهيم, والحركات المدنية في ميدان سعد زغلول, بينما زحف السلفيون إلي التحرير بالقاهرة, وخطب الجمعة الشيخ أحمد المحلاوي في حضور الدكتور محمد سليم العوا, وردد المتظاهرون الهتافات الداعية إلي سلمية الثورة, وأشاد المحلاوي بدور المجلس الأعلي للقوات المسلحة, وقال: يكفيه فخرا أنه لم يطلق رصاصة.
من ناحية أخري نفت إيفون مسعد المتحدثة الإعلامية لاتحاد شباب أقباط ماسبيرو, أن يكونوا قد تعرضوا لأي تهديد من قبل الحشود الضخمة التي توافدت من الجماعات الإسلامية بمختلف توجهاتها, حسبما تردد من شائعات داخل الميدان في ساعات الصباح الأولي أمس, وقالت إيفون مسعد: إن الأقباط مع ذلك ضد ما نادت به الجماعات الإسلامية المختلفة من شعارات: إسلامية.. إسلامية, معتبرة أنهم بتلك الشعارات خرجوا علي السياق الرئيسي لمطالب الثورة
النص الأصلى باللغه العربية