اتفق عدد من القيادات الحزبية، على أن المؤشرات الأولية لنتائج المرحلة الأولى من الانتخابات، التى أشارت إلى تقدم وصعود تيار الإسلام السياسى كانت متوقعة، لكنهم امتنعوا حول توقعاتهم لتأثير ذلك التقدم على نتائج المرحلتين المقبلتين من الانتخابات.
وأرجع المستشار مصطفى الطويل، الرئيس الشرفى لحزب الوفد، حصول التيار الدينى على عدد كبير من الأصوات إلى أن هذا التيار كان هو الوحيد المسموح له بالتواجد فى الشارع طوال ٦٠ عاماً، لأنه لم تكن هناك أحزاب فى فترة حكم جمال عبدالناصر وحتى نهاية حكم السادات، وهو ما انعكس على الشارع المصرى.
وأضاف أن ارتفاع معدلات الفقر والبطالة جعل الشارع يتجه إلى الله واستغلت هذه التيارات الإسلامية حاجة الشعب إلى حل مشاكله وجعلته يصوت لها، وأوضح أن الوضع لن يتغير كثيراً فى المرحلتين، لأن التيار الدينى قد صعد بالفعل والليبرالية ستأتى بعده بجميع أحزابها، ولفت إلى أن أى تيار سيحوز على الأغلبية لن يتمكن من الانفراد بوضع دستور على هواه.
وقال حسين عبدالرازق، القيادى فى حزب التجمع: من الواضح أن «الحرية والعدالة» يأتى فى المقدمة هو وتيار الإسلام السياسى ويأتى فى المرتبة الثانية الكتلة المصرية، أما باقى الأحزاب والكتل فتأتى متأخرة.
وأضاف أن القراءة تقول إن هذه النتائج لا تشكل مفاجأة، فإن التيار الإسلامى كان من المتوقع له حصوله على من ٣٠ إلى ٤٠% من المقاعد، أما الأحزاب الليبرالية فهى منقسمة، فى حين توحد التيار الإسلامى، واليسار واجه نفس التشتت، فقد خاض الانتخابات جزء منه فى الثورة مستمرة وحزب التجمع انضم للكتلة المصرية ولكنه احتل مرتبة ضعيفة داخل الكتلة.
ولفت إلى ضرورة انتظار نتائج المرحلتين الثانية والثالثة، مشيراً إلى أن تأثير نتائج الأولى سيكون فى زيادة الحرب بين الإسلام السياسى والمدافعين عن الدولة المدنية.
وأوضح طارق الملط، المتحدث باسم حزب الوسط، أن نسب الإسلام السياسى المرتفعة فى المرحلة الأولى سيكون لها تأثير مزدوج سلبى وإيجابى، الإيجابى سيكون فى إعطاء أنصارهم دفعة للأمام وحرصهم على الاستكمال، أما السلبى فسيتمثل فى إصابة التيارات الليبرالية بحالة من الهلع، ستدفعهم لاستنفار الناخبين لإيجاد حالة من التوازن، وبالتالى ستكون معركة قوية بين التيارين.
وأضاف أن التيارات المهيئة للصعود ستكون الإسلام السياسى والكتلة المصرية، وهناك أحزاب خارج السباق نتيجة لاستعانتها بالفلول.
وقال فريد زهران، القيادى فى حزب المصرى الديمقراطى: إن النتائج كانت متوقعة ولكنها لن تؤثر على المرحلتين الثانية والثالثة، ولن يحصل حزب على أكثر من نصيبه، وأضاف أنه من المتوقع ألا يحصل تيار الإسلام السياسى على أقل من هذا.
وقال إبراهيم زهران، رئيس حزب التحرير: إن صعود تيار الإسلام السياسى للاستئثار بحكم مصر لن يكون خيراً على مصر، وأن المرحلة الحالية تحتاج توافق جميع الفصائل والقوى السياسية من أجل وضع دستور يستمر لعشرات السنين.
وتوقع عدم تحقيق نجاحات بالقدر نفسه لتيار الإسلام السياسى فى المرحلتين المقبلتين، خاصة أن التيارات الليبرالية ستبحث عن صبغة جديدة لمواجهة هذا التيار فى أسرع وقت.
النص الاصلى باللغه العربية