«صنع المسيحيون أول شرخ فى جدار الخوف».. هكذا وصفت الصحيفة البريطانية حال المسيحيين فى مصر بعد فوز جماعة الإخوان المسلمين وحزب «النور» السلفى بأغلبية المقاعد فى البرلمان الجديد، مردفةً أنهم «مرعوبون» ولايزالون يتساءلون عن طبيعة تعايش مجتمعهم فى ظل حكم الإسلاميين، الذين يسعى بعضهم إلى فرض الشريعة الصارمة داخله.
وأكدت أن صعود الإسلام السياسى، خاصة المتزمتين الذين يبغون تطبيق المعايير الشديدة للإسلام، ساهم فى ارتفاع سقف المخاوف لدى المسيحيين، مضيفةً أنه حتى لو حاول الإسلاميون المعتدلون والجيش والليبراليون إدارة الأزمة معاً لكبح جماح المواقف المتطرفة، فإن المسيحيين مازالوا يخشون هذا النوع من سياسات الهوية التى أطلقتها الثورة ودورها فى تفاقم التمييز وتعميق الشرخ بين الطائفتين.
وعادت إلى واقعة تفجير كنيسة «القديسين» بالإسكندرية فى ليلة رأس السنة العام الماضى، ووصفتها بأنها أدنى نقطة فى تاريخ مصر الطائفى - حسب تعبيرها. ثم أشارت إلى اندلاع الثورة المصرية بعد ثلاثة أسابيع من تفجير «القديسين»، قائلةً إن المسيحيين تحدوا قياداتهم الدينية المحافظة بالانضمام إلى المسلمين فى مسيرات مناهضة للحكومة السابقة فى ميدان التحرير وجميع أنحاء البلاد فى يناير الماضى.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد شهور من الإطاحة بمبارك أصيبت العلاقات بين المسلمين والمسيحيين بدرجة انخفاض أخرى، مع اندلاع أعمال عنف طائفية حتى أصبحت أكثر شيوعا مما كانت عليه قبل الثورة، مشيرة إلى تواصل شكوى المسيحيين من المضايقات والتمييز، فضلاً عن تزايد الهجمات على الكنائس.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن نجاح السلفيين فجأة فى المرحلتين الأولى والثانية فى الانتخابات البرلمانية أعطى المسيحيين حوافز جديدة للانسحاب من الحياة الثقافية والسياسية، وتقويض رؤية الدولة الديمقراطية المتكاملة التى ألهمتها الثورة.
وأردفت الصحيفة أن الغالبية العظمى من أقباط مصر ليسوا أغنياء أو ممن يحملون جوازات سفر أجنبية، إلا أنها - أى الغالبية -تميل إلى أن تكون أفضل تعليما، وربما أفضل حالا قليلاً عن المسلمين الذين يشكلون ٩٠٪ من السكان.
وتوقعت الصحيفة أن يضطر المسيحيون إلى استيعاب أى تغييرات والاعتماد على علاقات جيدة مع جيرانها المسلمين بشكل اجتماعى أو تجارى من أجل البقاء فى مصر.
وختمت بقولها: «والآن بعد انسحاب المسيحيين بالفعل ثقافيا وسياسيا إلى كنائسهم، أصبح التساؤل هو ما إذا كانت الثورة التى كان من المفترض أن تعزز حقوقهم بدلا من شعورهم بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية ستنجح فى ذلك أم لا».
النص الاصلى باللغه العربية