1- من نحن
تعنى جمعية التقارب بين العرب والغرب, جمعية غير حكومية تحت التأسيس, بتقديم خدماتها في مجالي الثقافة والبحث العلمي.
وتقوم الجمعية بعدة نشاطات ساعية إلى زيادة التقارب والتفاهم المتبادل بين العالمين العربي والغربي, وأهم هذه النشاطات هو إصدار ( تقارير العرب والغرب ) والتي تضم تلخيصاً وترجمة لجميع المقالات التي تنشر في الصحافة المصرية والتي تتناول موضوعات لها تأثير على العلاقات العربية الغربية أو على صورة العرب في الغرب, بغض النظر عن توافق أو تعارض وجهات النظر المطروحة في هذه المقالات مع فلسفة ومبادئ الجمعية, ويصدر هذا التقرير باللغة الإنجليزية كما تم البدء مؤخراً في نشر نسخة مصغرة باللغة الألمانية. وتقوم الجمعية أيضاً بإصدار بعض التقارير الخاصة عن الموضوعات التي يتناولها الإعلام الغربي عن العرب والتي كثيراً ما يشوبها بعض المغالطة أو التزييف, وذلك لإيضاح الصورة الحقيقية عن طريق إبراز وجهة النظر العربية متمثلة في مصادرنا المصرية, ويتم حالياً إعداد مركز التوثيق الإلكتروني والذي سيتم فيه أرشفة جميع الأعداد الصادرة من ( تقارير العرب والغرب) بطريقة تسهل عملية البحث الأكاديمي واستخراج أية معلومات وارده في التقرير عن الموضوعات أو الشخصيات أو المؤسسات أو الأحداث التي تهم الباحث, إضافة إلى ذلك فإن الجمعية تقوم بمساعدة الدارسين والباحثين والصحافيين للقيام بأي أبحاث أو دراسات لها صلة بالموضوعات التي تتناولها وذلك عن طريق الملفات الإخبارية أو تعريفهم بالمتخصصين في مصر.
لقد كونت الجمعية شبكة للاتصالات والتعاون مع عدة جهات في الغرب وذلك لضمان وصول رسالتها إلى أكبر قدر ممكن من المعنيين بالعلاقات العربية الغربية, ومن ضمن هذه الجهات بعض المنظمات ذائعة الصيت مثل المجلس العالمي للكنائس والعديد من المجالس الوطنية للكنائس ( كاثوليك وبروتستانت ) ومنظمات الحوار, كما أن هذه الشبكة تضم العديد من الأكاديميين والباحثين الغربيين وعدداً من السفارات الأجنبية, وبهذا يتضح أن للجمعية تأثير واسع النطاق, والهدف هو الاستمرار في توسيع وتعميق قدرة الجمعية في التأثير على الرأي العام الغربي وتصحيح صورة العرب لدى الغرب.
ويتم تمويل الجمعية عن طريق الاشتراكات في ( تقارير العرب والغرب ) وعن طريق التبرعات من جهات وأفراد غربية لا تشتمل على أية جهات رسمية أو ذات صبغة سياسية, كما أن الجمعية تقدمت بطلب إلى وزارة الشئون الاجتماعية في مصر للحصول على ترخيص بإنشاء منظمة أهلية غير حكومية، حتى يتسنى لها جمع التبرعات من مختلف الجهات المصرية والعالمية, حيث أن الدعم المقدم من الرعاة الرئيسيين متاح لغرض بدء المشروع فقط وهو بطبيعة الحال غير كاف لتغطية جميع تكاليف الجمعية .
2 - الرسالة
ضرورة إيجاد مذهب جديد فى التعامل مع قضايا العرب والغرب
العلاقات بين العرب والغرب مثار اهتمام الكثير من المنظمات, ولهذا كان لا بد من إجراء بحث تفصيلي حول هذه المنظمات ومقارنة أعمالها بما نقوم به في جمعية التقارب بين العرب والغرب, وقد اتضح جلياُ بعد دراسة نتائج هذا البحث أن جمعية التقارب بين العرب والغرب تتبع فلسفة ومنهجاً ليس لهما مثيل على الساحة حالياُ, مما يجعلها مختلفة ومتفردة عن قريناتها من المنظمات التي تعنى بهذا الموضوع, حيث أنها تتميز بعدة خواص لا تتوافر في أي منظمة أخرى وهى :
الثقة
أولى نقاط هذا التميز هو التباين الشديد في هوية مؤسسي وأعضاء وموظفي الجمعية, فما بين مسلمين ومسيحيين, مصريين وغربيين, أكاديميين ومثقفين ورجال دين, يكون من حق الجمعية أن تفخر بأن أكبر قدر من الثقافات والديانات ممثلة في الجمعية, وهذه نقطة غاية في الأهمية, حيث أننا نتعامل مع موضوع من أكثر المواضيع إثارة للجدل, وفى مجال تنعدم فيه الثقة في الآخرين ويطغى الشك في أن كل ما يقدم من أفكار وأطروحات ما هو إلا وسيلة للوصول إلى غرض ما أو تنفيذ مخطط ما, ولكن بوجود هذه المجموعة المتمايزة التي تمثل مختلف الاتجاهات والخلفيات السياسية والثقافية والدينية والعلمية يصبح من السهل تأكيد الجمعية - لنفسها وللآخرين - أن أحداً لا يستطيع اتخاذها وسيلة لتحقيق أي أهداف خفية أو استخدامها كمنبر لنشر أي أفكار مدسوسة.
الابتعاد عن السياسة
كما أنه ليس للجمعية أية أهداف سياسية ولا ينبغي لها, لسببين: أولهما أن التوجه السياسي لأي منظمة يقودها إلى مشاحنات ومعارك وتعقيدات لا حصر لها, وهذا الأمر إن كان يعد مقبولاً لبعض المنظمات التي تختص في الأساس بالأمور السياسية, فهو غير مقبول على الإطلاق بالنسبة إلى منظمة تسعى إلى خلق التفاهم والتقارب بين حضارتين, حيث أن هذه المهاترات تستنزف جزءاً كبيراً من وقت وجهد ومال هذه المنظمة, هذا الوقت والجهد والمال الذي يجب أن ينصب كلياً على أعمال المنظمة إن كانت تريد فعلاً تحقيق أهدافهما صعبة المنال، وثانيهما أن آراء جميع أعضاء مجلس الإدارة - على اختلاف ثقافاتهم وتوجهاتهم ودياناتهم - متفقة تماماً على أنه لا يجوز التأثير في الوضع السياسي لأي بلد من البلدان إلا من خلال أبنائها, وأنه لا يحق لكائن من كان التورط في شئونها السياسية إن لم يكن من مواطنيها, وبالرغم من الأغلبية الواضحة للمصريين في مجلس إدارة الجمعية إلا أن وجود بعض غير المصريين يعد سبباً كافياً من وجهة نظر المجلس لعدم التدخل في الأمور السياسية.
لهذين السببين فإن مجلس إدارة الجمعية يصر على ضرورة البعد كل البعد عن التدخل في أي جانب من جوانب الحياة السياسية في مصر, وعن الدعوة إلى أي مذهب سياسي أو فكري, وعن محاولة تغيير أي مظهر من مظاهر التكوين الديني أو الثقافي أو التقليدي أو القانوني المصري, اللهم إلا الجانب الأكاديمي والذي ستستهدف محاولات التطوير فيه الجانبين العربي والغربي على حد سواء, متمثلة في السعي إلى إيجاد مقاييس مشتركة يلتزم بها الإعلاميون العرب والغربيون للتحدث عن الآخر وتناقل أخباره وتناول أفكاره بل وانتقاده, ولكن بصورة لا تنطوي على الإهانة أو التحقير أو التعصب أو فرض نظرية المؤامرة, وترتكز على أسس من أدب المخاطبة والاحترام المتبادل.
الشفافية
ونظراً لشدة حساسية موضوع علاقة العرب بالغرب, ونظراً لعدم قبول المصريين كشعب عريق له تاريخه لأي شكل من أشكال التدخل الخارجي في شئونهم, فإن أي منظمة أو جمعية - وبخاصة تلك التي تضم بعض الأجانب أو تحظى بدعم مادي خارجي - يتم التعامل معها بأقصى درجات الشك والتخوين, ولذا فقد قررت الجمعية أن تكون الشفافية هي المبدأ الرئيسي الذي لا حيد عنه في كافة أعمال الجمعية, حيث تكون كل الأنشطة علنية ومطروحة أمام الجميع لكي يصدروا أحكامهم عليها, فبالنسبة إلى ( تقارير العرب والغرب), وهو الإصدار الوحيد للجمعية, فإنه سيكون متوافراً على شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت) لكل من يريد الاشتراك فيه, وأما بالنسبة إلى ورش العمل فسوف يحضرها ممثلي جميع الاتجاهات الصحفية, هذا بالإضافة إلى الترحيب بأي زيارة من قبل أي من المفكرين أو الكتاب أو المثقفين أو وفود المنظمات الأخرى في مصر لتفقد العمل بالجمعية وإيجاد صيغ مختلفة للتعاون. ونحن نرى أن هذه الشفافية ستكون خير دليل على صدق نوايا الجمعية واستقامة توجهاتها, وخير عون على الفوز بثقة وتأييد الشعب المصري خاصة والعربي عامة.
التخصص
تتميز الجمعية وإصدارها المقروء ( تقارير العرب والغرب ) بحدة التخصص من حيث المواضيع المتناولة وأسلوب تناولها. فحيث نجد بعض الإصدارات المشابهة تشتمل على مقالات وأبحاث عن الاقتصاد والسياسة والاجتماع والدين ..........الخ, نجد أن (تقارير العرب والغرب) تحتوى فقط على تلك الكتابات التي تتناول العلاقة بين العرب والغرب وبين أبناء الديانات المختلفة في البلدان العربية, كما أن تناول هذه المواضيع بالنسبة إلى (تقارير العرب والغرب) لا يكون من منظور عقائدي بأي حال من الأحوال, فنحن لسنا جمعية معنية بالدعوة إلى هذا الدين بعينه أو تلك الثقافة بذاتها, بل نعنى بالدعوة إلى الحوار والتفاهم بين مختلف الثقافات والديانات على أساس من التسامح وسعة الصدر والاحترام المتبادل.
تصحيح المنظور الغربي
نادراً ما يرى الغرب العرب من منظور عربي, فمعظم مراسليهم وصحافييهم وكتابهم ينتمون إلى الثقافة الغربية, وهذا ما تسعى الجمعية لتصحيحه, فمن خلال إصدارنا لـ ( تقارير العرب والغرب ) ونشره على شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت ), نكون قد وفرنا - ولأول مرة - الفرصة لأبناء الغرب أن يتعرفوا على العرب من منظور عربي بلغة يفهمونها, لأن قراءة الصحف العربية والتعرف على مختلف اتجاهاتها وانتماءاتها هو أفضل وسيلة للتعرف على العرب, فهو أولاً يبين اختلاف الرأي والفلسفة فيما بينهم وهو ما قد يساعد على تغيير الصورة الغربية للعرب والتي تتسم بالتعميم الشديد, وثانياً يوضح كيف يفكرون وكيف ينظرون للعالم وكيف يفسرون الأحداث, وهذا مطلب متناه الأهمية, حيث هو الوسيلة الوحيدة لكي يفهم الغرب ما يقوم به العرب في بلادهم وخارجها ولكي يضعوا الأحداث والمواقف العربية في نصابها الحقيقي, بدلاً من اتهامهم بالتطرف أو التخلف, وثالثاً فهو يظهر كيف أن سوء تمثيل الأحداث والأوضاع الداخلية العربية وتزييفها في بعض الأحيان بواسطة الإعلام الغربي يعطى الناس في الغرب انطباعا خاطئاً عن حقيقة الوضع في البلاد العربية.
3 - سجل حافل
د. كورنيلس هولسمان هولندي الجنسية وهو أحد أعضاء ومؤسسي الجمعية. درس د. هولسمان علم الاجتماع في جامعة ليدن بهولندا وكان أحد فروع دراسته تطور تاريخ الكنائس في العالم العربي، وكان عضواً في بعض جماعات الحوار الإسلامي المسيحي. جاء لمصر لأول مرة في زيارة عام 1976، ثم عاد قي 1982 لتحضير رسالة الماجستير عن الجانب الاقتصادي الاجتماعي في حياة صغار المزارعين - تحت إشراف د. إبراهيم سليمان و د. أحمد جويلي - حيث عاش لمدة عام دراسي مع المزارعين في دمياط. في عام 1994 عاد إلى مصر ليكون مراسلاً لبعض الصحف المسيحية والمسلمة في هولندا، وليجاوب عن العديد من التساؤلات عن العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، ومنذ تلك اللحظة بدأ يدرك أن ما ينشر في وسائل الإعلام الغربية غير دقيق بالمرة، وبدأ رحلته في التفتيش عن أسباب عدم الدقة تلك، وإيجاد بديل لها، وكانت أهم اكتشافاته هو أن عزل الأحداث وإخراجها من سياقها الاجتماعي والثقافي والاقتصادي هو أهم أسباب خروج الغربيين بتلك التقارير والاستنتاجات الخاطئة، وأن المصريين اللذين يعلمون تلك التفاصيل يجب أن يكون لهم الدور الأهم في كتابة التقارير عن واقع بلدهم، لذا فهو يقوم عند كتابة أي تقرير - رغم خبرته ومعايشته للواقع المصري - بإشراك العديد من ذوي الدراية المصريين من قساوسة وشيوخ وعلماء وأساتذة جامعات من المسيحيين والمسلمين للخروج بأدق وأعمق تفسير لأي حدث.
ونتيجة لتجربته تلك جاءت فكرة تأسيس هذه الجمعية للدكتور هولسمان وزوجته المصرية القبطية، وبدأ العمل فيها في مارس عام 1997، كمحاولة لإخراج تقارير صحافية تنقل بكل دقة ما يحدث في مصر والبلاد العربية، وكانت هذه التقارير المستفيضة الملمة بأبعاد الموضوع غالباً ما تكون مغايرة لما ينشر في الغرب عن هذه المواضيع. ويمتلك د. هولسمان سجلاً حافلاً من المحاولات الدءوبة والناجحة لتصحيح صورة الغرب عن الإسلام وعن المسيحية الشرقية وعن حقيقة العلاقات بين المسلمين والأقباط في مصر. ففي عام 1998 كان أول من زار قرية الكشح من المراسلين الأجانب وتعرف على حقيقة ما جرى هناك, وقد قام بإعداد عدة تقارير لتقديم صورة واقعية عن الأحداث، تختلف تمام الاختلاف عن تلك التي قدمتها بعض وسائل الإعلام الغربية نتيجة لعدم المعرفة بالمجتمع المصري ووجود حاجز اللغة وعدم المقدرة على الحصول على المعلومات بالإضافة إلى السطحية الشديدة في التناول, وقد أرسلت هذه التقارير إلي العديد من وسائل الإعلام الغربية وقام بنشرها في (تقارير العرب والغرب) - أي أنها وصلت إلى جميع العملاء المشتركين في (تقارير العرب والغرب) ومن بينهم هيئة الكنائس الأمريكية ( أنظر مجلة آخر ساعة الصادرة بتاريخ 4 نوفمبر 1998 وأيضاً العدد الصادر في 12 يناير 2000).
وفي عام 1996 قام بإخبار مجموعة من المعاونين لأعضاء في الكونجرس الأمريكي أنه برغم وجود بعض المشاكل والتفرقة من جانب الطرفين فأنه لا صحة لما يشاع عن وجود اضطهاد ديني للأقباط في مصر ( أنظر عدد مجلة الأهرام العربي بتاريخ 18 أبريل 1998). كما قام د. هولسمان بتنظيم العديد من الرحلات لوفود غربية لزيارة آثار رحلة العائلة المقدسة في مصر والتعرف عن قرب على حياة المصريين والتي اقتنع كل من شارك فيها من الغربيين أن مسلمي وأقباط مصر يتعايشون في سلام وأن الصورة النمطية لدى الغرب في هذه الشأن مغلوطة تماما ( أنظر مجلة أكتوبر بتاريخ 20 أكتوبر 2002 و 12 مارس 2005). كما كان للدكتور هولسمان محاولات إيجابية في دحض المزاعم بأن الأزهر والصحافة المصرية يباركون هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وذلك عن طريق كتاباته في التقرير (انظر RNSAW بتاريخ 8 أكتوبر و 10 نوفمبر 2001) .
بالإضافة إلى ذلك فأن للدكتور هولسمان دور فعال - بل ورئيسي - في تفنيد ادعاءات بعض الناشطين السياسيين في الغرب، مثل قيامهم بنشر إعلان على صفحة كاملة في جريدة واشنطن تايمز أنه تم اختطاف عشر فتيات قبطيات وإرغامهم على إعلان إسلامهم, فما كان من د. هولسمان إلا أن أعد تقريراً ينفى فيه أنه تم اختطاف أولئك الفتيات، وأنهن كن يحاولن الهروب من بعض المشاكل العائلية والاجتماعية، وقدم هذا التقرير أمام مجلس كنائس نيويورك (انظر روز اليوسف بتاريخ 3 يوليو 1999 وصباح الخير بتاريخ 8 يوليو 1999 وأكتوبر بتاريخ 15 أغسطس 1999), الأمر الذي أدى إلى حملة شعواء من قبلهم لتسوئ سمعته بشتى السبل.
وبالتعاون مع مركز الأهرام للدراسات الإقليمية نظم ورشة عمل للصحافيين المصريين للتدريب على كتابة التقارير الصحفية قامت بتمويلها السفارة الهولندية ومنظمة فريدريك ايبرت ستيفتونج الألمانية بالقاهرة - افتتحها د. أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس حسني مبارك والسفير الهولندي والأستاذ / أسامة سرايا مدير مركز الأهرام للدراسات الإقليمية ورئيس تحرير الأهرام العربي - وتم على هامشها إرسال اثنان من الصحافيين المصريين إلى هولندا في يونيو 2003, وقد قامت القناة الفضائية المصرية على أثر هذه الورشة بإنتاج برنامج لتغطية أنشطة المنظمة. وقد ألقى د. هولسمان في شهر أكتوبر 2003 محاضرة في جامعة الأزهر عن كيفية تحسين وتطوير كتابة التقارير الصحافية، مما ينتج عنه تصحيح صورة الإسلام في الغرب. وأخيراً فقد قام في أكتوبر ونوفمبر من عام 2004 بجولة في ألمانيا وجمهورية التشيك والدانمارك وهولندا ألقى فيها العديد من المحاضرات عن فلسفة مركز التقارب بين العرب والغرب وإصدارها الأسبوعي (تقارير العرب والغرب), حيث صاحبه في النصف الأول من هذه الجولة د. عمرو أسعد خليل وفى النصف الثاني د. حسن وجيه ( بناء على تزكية وزير الأوقاف د. حمدي زقزوق), وقد قامت سعادة سفيرة مصر في الدانمارك السيدة منى عمر بإرسال خطاب إلى وزير الخارجية المصري تثنى فيها على محاضرة د. هولسمان في جامعة كوبنهاجن، كما قامت سعادة السفيرة سلامة شاكر باستقبالنا ثلاث مرات للحديث عن تقارير العرب والغرب (في يناير وفبراير ومارس من 2005) وكان انطباعها إيجابياً للغاية.
إن د. هولسمان وباقي أعضاء ومؤسسي الجمعية يؤمنون بأن توصيل صورة حقيقية عما يجرى في بلادنا للآخر هو السبيل الوحيد لجعله أكثر فهماً لحضارتنا وثقافتنا، وبالتالي مد جسور الحوار والتفاهم بين الحضارتين، ولذا فإنهم لا يدخرون جهداً في السعي إلى إيجاد سبل للحوار ودحض المزاعم التي تتسم بالتحيز أو الجهل.
4 - الهدف
وأخيراً, فإن المعركة بين التسامح والعنف وبين الوسطية والتطرف هي معركة رأى عام في المقام الأول, فمن يستطيع إسماع صوته لأكبر قدر من الناس هو القادر على إقناع العالم بصحة موقفه ومبادئه وخطأ أي موقف أو مبدأ معارض , ولكن من المؤسف أن المنظمات التي تخدم غرضاً معيناً أو تدعو إلى أفكار معينة غالباً ما تكون هي تلك التي تحظى بمساندة ودعم الأفراد والمؤسسات والحكومات, بينما تظل تلك التي تدعو إلى نبذ التعصب وتسعى إلى خلق التفاهم تجاهد للبقاء على قيد الحياة, وتكون النتيجة هي أن النوعية الأولى هي التي تقدر على توصيل أفكارها وإسماع صوتها للعالم, بينما تبقى الثانية محدودة النطاق والتأثير, فمثلاً يتندر الناس حول قوة وشعبية وتأثير منظمة مثل ميمرى ( منظمة البحوث عن الإعلام الشرق أوسطي ) ولكنهم ينسون أو يتناسون أن هذه المنظمة تدار بميزانية تتراوح بين مليون ونصف إلى مليوني دولار سنوياً تقريباً, وهو مبلغ إذا توافر لأي منظمة أخرى فسوف يكون بإمكانها محاكاة تلك المنظمات ذات التأثير الواسع وإيصال رسالتها إلى أرجاء العالم المترامية، خاصة وإن كانت تلك الرسالة رسالة سلام وتفاهم وإخاء.