السؤال: هل أصدرقداسة البابا شنودة تصريحاً أدان فيه هجمات 11 سبتمبر/ أيلول؟
الإجابة: أدان قداسة البابا شنودة الهجمات و صرح بوضوح أنه قد صدم بشدة لفقدان أرواح العديد من الأبرياء. وأعتقد أنه فور الهجمات بالغ الناس في تخمين هوية المهاجمين، ولكن من فعلوا ذلك قد أقترفوا جريمة مروعة ويجب معاقبتهم.
السؤال: تظهر العديد من مقالات الإعلام المصري الاستياء من السياسة الخارجية الأمريكية حيال الفلسطينين ومناطق أخرى في الشرق الأوسط، و يقول الكتاب المصريون أن الولايات المتحدة تعترض كثيراً على القرارات التي توافق عليها أغلبية الدول، ما رأي سيادتكم في ذلك؟
الإجابة: لقد أعطى الأمريكيون إسرائيل الحرية المطلقة في التصرف مع الفلسطينين، وقد تجاهلوا العديد من قرارت الأمم المتحدة ولم يقوموا بتنفيذها. و دون أدنى شك يتسبب ذلك في الاستياء من السياسة الأمريكية، ولكن لا يجب أن ننسى أن الأمريكين قد فعلوا كثيراً من الأمور المحمودة في هذه المنطقة. و أنا أعتقد أن العديد من المقالات الإعلامية قد ركزت كثيراً على سلبيات السياسة الأمريكية في العالم العربي و ليس على الإيجابيات التي أحدثها الأمريكيون.
السؤال: يرى الكثير من الناس في الغرب أن الإسلام والإرهاب مرتبطان ببعضهما البعض، فهم يعتقدون أن من سمات الإسلام العنف و الشر، و كثيراً ما يشيرون إلى مفهوم الجهاد.
الإجابة: لا، لا ينبغي علينا قول ذلك، فقبل كل شيئ هناك حوالي ستون مليون مسلم في مصر، فإذا كان جميع هؤلاء الستين مليون مسلم من المتطرفين، لكان بلدنا مختلفاً تماماً ولما كان هناك مكان للمسيحيين. يبلغ عدد سكان العالم العربي بأكمله حوالي مئتي مليون نسمة، و تبلغ نسبة المسيحيين منهم أقل من 10%، فإذا كان جميع هؤلاء المسلمين متطرفين، لما أستطاعت هذه النسبة من المسيحيين البقاء على قيد الحياة. إن لنا تاريخ ألف وأربعمائة سنة في ظل الإسلام، فإذا كان تعريف الإسلام هو التطرف طوال هذه الحقبة التاريخية، لما أستطعنا البقاء أحياء طيلة هذه السنوات. لذا لا يمكنك القول بأن جميع المسلمين متطرفون أو إرهابيون أو أن الشر جزء من الإسلام. المشكلة هي أن بعض المسلمين، ربما ألفاً منهم أو عشرة ألآف وربما حتى مئة ألف، أنا لا أعرف عددهم، ربما يلتزمون بالتفسيرات المتطرفة للإسلام. وتعد هذه الأعداد ضئيلة بالنسبة لإجمالي عدد السكان المسلمين. يمثل المتطرفون مشكلة، ولكننا نلاحظ محاولات أشخاص صالحين مثل الدكتور حمدي زقزوق [ وزير الأوقاف ] و الدكتور محمد طنطاوي [شيخ الأزهر] لمحاربة هذه التفسيرات المتطرفة للإسلام. كما أرى أنه لا ينبغي علينا الحديث عن التطرف الإسلامي كما لو كان التطرف مرتبطاً بالإسلام، بل يفترض بنا الحديث عن التطرف دون ربطه بدين معين، فهناك نماذج للتطرف في الكثير من مختلف أنحاء العالم، في أيرلندا الشمالية واليابان وليس لهذا أي علاقة بالدين. و لحسن الحظ أن أغلبية المسلمين لا يؤيدون من يروجون الأفكار المتطرفة باسم الإسلام.
السؤال: و لكن سيدي الأسقف، ألا ترى أنك كنت دبلوماسياً في الرد على هذا السؤال؟ فقد سمعت منذ ساعة مضت قساً يقول أن الإسلام هو التطرف، إذاً ليس فقط الناس في الغرب هم من يربطون الإسلام بالتطرف.
الإجابة: إن ذلك غير صحيح، لا يجب علينا أبداً التعميم. فلا ينبغي علينا إتهام جميع المسلمين بأفعال البعض منهم.
السؤال: يرى الكثير من العلماء المسلمين أن الإسلام يُصور بشكل خاطئ في الغرب، وهم يطالبون بالدفاع عن الإسلام. ومثال ذلك، مقالة حديثة للدكتور حمدي زقزوق [خدمة الأخبار الدينية من العالم العربي، 2001، الأسبوع 39 أ، مقالة 10]. هل توافق على أن المسلمين والإسلام يساء تصويرهم؟
الإجابة: يعاني المسلمون من مظهر سيئ بسبب أفعال القليل منهم وأنا أفهم تماما ما يحاول الدكتور حمدي زقزوق فعله.
السؤال: تنشر تقارير مهاجمة للمسلمين في الغرب بصورة واسعة. ما رأي سيادتكم في هذا النوع من التقارير؟ و ماذا تفعل هذه التقارير للعلاقات بين المسلمين والمسيحيين في مصر؟
الإجابة: معظم التقارير تعرض رأي جانب واحد ولذا فهي ملتهبة، فهي تعرض جزءاً واحداً من القصة وهو الهجوم على المسلمين في الغرب، والصحافة المصرية لا تهتم كثيراً بالأمور الإيجابية التي تحدث. وأنا لا أعتقد بأن ذلك مفيد على الإطلاق، فحتى الآن لم يكن لذلك أي تأثير على العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في مصر، ولكن مع مرور الوقت، سيكون حتمياً لمثل هذه التقارير تأثير على الطريقة التي ينظر بها المسلمون إلى المسيحيين، بل و ربما تؤدي في لحظة معينة، إلى بعض الأفعال السلبية ضد المسيحين.
السؤال: ما الذي يمكن فعله لتجنب المزيد من التصعيد؟
الإجابة: أعتقد أن للإعلام مسئولية هائلة في ذلك، فيمكن أن تقدم وسائل الإعلام قصصاً بطريقة تشعل نيران التوترات والتصعيدات. و يمكن أن يكون للتقارير الإعلامية عظيم الأثر على المشاعر السلبية بين الناس في الغرب وبين المسلمين، كذلك يمكن أن تخلق هذه التقارير جوا من التفاهم. ولذا أنا أعتقد، أن دور الإعلام بالغ الأهمية.
للنص الكامل راجع الأرشيف الإنجليزي لتقارير العرب والغرب.