قل قبطى مسلم، أو قبطى مسيحى.. ولا تقل مسلم ومسيحى.. فالقبطى فى اللغة المصرية القديمة، يعنى المصرى القديم.. إذن كلنا أقباط.. مسلمين ومسيحيين.. كلنا مصريون.. «كل سنة وإخواتنا وحبايبنا وجيراننا وأصحابنا المصريين الأقباط طيبين».. هكذا كتبت شيماء خطاب، طالبة الدكتوراه.. تعليقاً على ما كتبته على صفحتى بالفيس بوك، أهنئ الأقباط بالكريسماس، ولو كره السلفيون!
هذه هى عقيدة المصريين.. لا مسلم ولا مسيحى.. وطن واحد قلب واحد نبض واحد، كما كتب الكاتب الصديق عبدالنبى عبدالستار.. المفاجأة أن معظم الذين علقوا على البوست مسلمون.. وربما يكون هذا شيئاً طبيعياً.. لأنه موجه للإخوة المسيحيين فى عيدهم.. وربما لأن المصريين المسلمين قد استشعروا الخطر، من دعوات الهدم التى يتبناها السلفيون.. فسارعوا بالتهنئة وإعلان رفضهم!
لا أخاف على مصر، من دعوة تيار بعينه.. ولا أخاف على المصريين، وفيهم من يفهم أننا واحد.. مسلم مسيحى إيد واحدة.. مهما قال زيد أو عبيد ونطاط الحيط.. لا أخاف من كلام التكفير، لأن الذين سيقفون له بالمرصاد هم المسلمون.. وقد سألت أحد هؤلاء.. فقال بهدوء شديد.. يا سيدى كلنا كفار.. الكفر فى اللغة يعنى كذا، والكفر فى الاصطلاح يعنى كذا، ودخلنا فى دوامة الكفر، والعياذ بالله!
استغربت من تفسير أحد رموز السلف.. ونظرت إليه بدهشة شديدة.. قال طبعاً هذا الكلام شىء، وفهمنا للكفر شىء آخر.. سألته: هل يصح أن نتحدث بهذه اللغة، فى هذا المناخ؟.. هل من العقل أو من المنطق، أن نتحدث فى مجتمع أمى، عن الكفر فى اللغة، والاصطلاح والسياسة؟.. هل أنتم مجانين؟.. هل يليق أن يقول الشيخ برهامى وغيره، لا تهنئوا المسيحيين بأعيادهم، لأنهم كفاااار؟!
هل يريدها السلفيون فتنة؟.. هل يريد الإسلاميون أن نعيش حالة من اللبننة؟.. أى تتحول مصر إلى لبنان.. هل كانت الثورة كى نبنى، أم لكى نهدم الوطن؟.. هل الثائر الحق هو الذى يثور ليهدم الفساد، ثم يهدأ ليشعلها حرباً طائفية تهدم الوطن؟.. هل أنتم مجانين؟.. هل تتسترون وراء شىء لا نعرفه؟.. هل كنا نعيش ٢٠٠٠ سنة لا نعرف ديننا الصحيح، ولا نعرف الكفار من المسلمين؟!
من أنتم؟.. ومن وراءكم يريد أن يحرق مصر؟.. من الذين يجهضون الثورة، ويشعلون النار فى البلاد، ويستغلون سذاجتكم السياسية؟.. المسلم كيس فطن، وليس كيس قطن.. مش بتقولوا كده؟.. لماذا تحولتم إلى أكياس قطن؟ ولماذا ألغيتم عقولكم؟.. ماذا تريدون بالضبط؟.. فلم يطلب أحد منكم أن تجاملوا الأقباط المسيحيين؟.. ولم يطلب أحد منكم، أن تهنئوهم بالأعياد!
الله الغنى عن تهانيكم.. لن يزيد المسيحيون بالتهنئة.. ولن ينقصوا بدونها.. الوطن هو الذى سوف يحترق.. ومصر هى التى تشتعل، بإشهار تهمة الكفر فى وجوه العباد.. لم ترحموا مسلماً ولا مسيحياً.. كلنا كفار.. فى اللغة كفار، فى الاصطلاح كفار، فى السياسة كفار.. ألم تتعلموا من الرسول حديثاً واحداً.. فليقل أحدكم خيراً أو ليصمت.. اصمتوا واسكتوا، واتلهوا على عيونكم!
لا ياسر برهامى، سوف يعلمنا الدين من جديد.. ولا عادل عبدالمقصود، سوف يعلمنا ما نأتى وما نذر.. سنعيش مصريين، مسلمين ومسيحيين.. كما كنا على مدى القرون.. لا يفرق بيننا أحد.. فما جمعه الوطن لا يفرقه إنسان.. وسيهنئ الأقباط المسلمون، إخوتهم الأقباط المسيحيين بالكريسماس.. ولو كره السلفيووون!
النص الاصلى باللغه العربية